اللون الازرق الذي يتربع علي عرش الألوان الباردة له تأثير كبير علي وظائف أعضاء الجسم المختلفة بما فيها المخ، وهو كاشف لشخصية من يفضلونه في ملابسهم، ومن أكثر الألوان الموحية بالعمق الشديد.
ويبعث علي الإحساس بالنقاء والصفاء والهدوء، فهو لون السماء والمياه.. وبتوظيفه بدرجاته الفاتح منها والقاتم يمكن الإستفادة من تأثيره الذي أكده العلماء.
تقول د. رشا الجندي مدرس علم النفس بكليه التربية جامعة بني سويف إن مركز تأثير اللون الأزرق في الجسم هو الغدة الدرقية، وقد ثبت علميا أنه يحفز المخ لإطلاق هرمونات تهديء الجسم، لذا فهو يساعد علي الإسترخاء والسكينة وإسترجاع الحيوية المفقودة، وله أثر ايجابي علي عمل القلب والرئتين، وينصح الأطباء بإستخدامه لمرضي الربو والقلب والشد العصبي إذ يفيد في إنخفاض الضغط ويخفض من عدد مرات التنفس.
وقد أجريت تجربة عندما أتوا بأطفال عدوانيين ووضعوهم في فصل دراسي أزرق فلاحظوا عليهم هدوءا نسبيا وإنخفاضا في العدوانية، وأيضا تبين أن اللون الأزرق يلطف الجو ويبرده للناس الذين يعيشون في الأجواء الحارة الرطبة لأنه يخفض درجه حراره الجسم درجتين علي الأقل، وهو يساعد أيضا علي تخفيف آلام القرح والظهر والروماتيزم والإضطرابات الإلتهابية وتصلب الشرايين، ومفيد في علاج الحمي وآلام المفاصل والضغط العالي والنزيف والأوبئة وأوجاع الرأس، بالإضافة إلي أنه عندما يستخدم في المستشفيات لمساعدة المرضي علي أن يستعيدوا عافيتهم، كما أنه يريح الجهاز العصبي، ولهذا يرتديه الجراحون.
هذا وقد يكون إرتداء الأزرق مفيدا في السيطرة علي العواطف والمشاعر وإعطاء إحساس بالقوة والإستقرار النفسي والمعنوي، لذا ينصح بإستخدام اللون الأزرق الفاتح في غرف المكتب لأنه يساعد علي الإبداع أما الغامق منه فيمكن إستخدامه في غرف نوم الأطفال الذين يعانون من الأرق والعصبية لأنه يدعو للهدوء والسكينة مما يساعد علي النوم، لذلك يحاول العلماء الإستفاده من هذه المعلومات في إستخدام الضوء لعلاج حالات الإكتئاب الشتوي وغيرها من حالات سوء المزاج، كما يعكف الباحثون علي دراسة تأثير الضوء الأزرق علي مكان العمل.
وتشير د. رشا الجندي إلي أن من يفضل هذا اللون يتمتع بشخصية جادة حساسة محافظة تراعي ضميرها في المقام الأول وأنه إنسان مخلص وصريح وصادق يميل إلي الغوص في الأفكار الفلسفية، ولكنه في أغلب الأحيان يأخذ قرارات غير صائبة، وإذا كان يميل إلي هذا اللون في الملابس فإنه يبحث بشكل خاص عن المباهج الفكرية أكثر من المادية، أما إذا كان يكرهه فمعني ذلك أنه يميل إلي الإستقلال وأن طبيعته غير مستقرة.
الكاتب: مني الشرقاوي.
المصدر: جريدة الأهرام اليومي.